انا و الشتاء

السلام عليكم


هناك... حيث أقطن أنا ... بسَمَات من خجل الأنهارْ.. تتسرب منها تيجان الماء إلى العشب بصمت مدرارْ ! .. ورحيق النحل يمازج ثغر الورد يداعب هدب الأشجار .. فيثمل سرب النمل على الخمرة لا تحطمها رجل الأقدار... وزغاريد البلبل ترقص أغصان المسك فتسجد من فرط الشوق تقبل ترب الأزهار .. الإنسان – هناك - يلاطف سر الأرض يدلل صلب الأحجار ... ويبني الكوخ بجنب الكوخ يصارع وحش الأخطار !
.
.
لكن البرد اغتال حكاياتي فابيضت وجنات الورد.. ومات النحل بجنب العشق، واحتطم الموت رؤوس النمل ... ! أما قيثارة أنغامي قد جنت ! فتراها تائهة تصدر أنغاما هوجاء !.. والغصن الرقاص تصرع في الترب ذبولا لايعرف أين الماء !.. وأنا احتكر الدفء ...... ! أُوقد نيران الحب بمدفأتي، وأقلب عشقي في كفَّي مجمرتي! وأروح أمازح أسرار النار.. في الليل ... وعلى سمط السمار تصير الكاسة في ريقي شهدا .. وكثافة فرو يلففني يجعل مني مَلِكا صلدا... أنظر بالحب إلى نافذة الثلج، وتطربني قَرَعَات البرق، ليطير القلب إلى رحم الآهاتْ !.. سأظل أذيق البرد الطعنة تلو الطعنة ! .. حتى يعلم أن الطعنة في قاموسي تعني آلاف الطعنات ...